words' theme=''/>

ندعو إلى التمسك بالمنهج الصحيح المتكامل لفهم الإسلام الصحيح والعمل به، والدعوة إلى الله تعالى على بصيرة، لنعود بك إلى الصدر الأول على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون الفاضلة إلى يوم الدين ...أبو سامي العبدان

الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017

الراجح أن حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في التشهد سنة وليس بواجب


بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون﴾.
﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا﴾.
﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما﴾.
أما بعد، فان أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة.
 قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّون َعَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّموا تَسْلِيمًا﴾.
 قال البخاري: قال أبو العالية:
 "صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء ".
قال ابن كثير:
 "والمقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين وأن الملائكة تصلي عليه ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعا".
وإن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن فضل الصلاة عليه وكيفيتها وما يتعلق بها من أحكام، ولا شك في مشروعية الصلاة عليه في جلوس التشهد، وأما القول بالوجوب فهذا لابد له من دليل قطعي الثبوت والدلالة، فإن الحكم بالوجوب يُؤخذ من النصوص وثبوتها من حيث الرواية والدلالة، ومدار الأحكام عليها، فرأيتُ مناقشة ما جاء في الاستدلال به على وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد وهل هذه الأحاديث تنهض لهذا الحكم أم لا؟!

مناقشة الأدلة من حيث الرواية


عن ابن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" إذا تشهد أحدكم في الصلاة فليقل: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، وارحم محمدا، وآل محمد كما صليت، وباركت، وترحمت، على إبراهيم إنك حميد مجيد ".

ضعيف - أخرجه الحاكم 1/ 269، وعنه البيهقي 2/ 379: من طريق الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن يحيى بن السَّبَّاق عن رجل من بني الحارث عن ابن مسعود به.
وصحّح الحاكم إسناده!
وقال الحافظ في "التلخيص" 1/ 263:
"رجاله ثقات إلا هذا الرجل الحارثي فينظر فيه ".
قلت: كيف النظر فيه وهو لم يسمّ، ويحيى بن السَّبَّاق لم يذكره أحدٌ بجرح ولا تعديل، وذكره ابن حبان في "الثقات" 7/ 603، ولم يزد على قوله فيه: "يحيى بن السباق يروي عن رجل عن ابن مسعود روى عنه سعيد بن أبى هلال ".
قلت: فهو مجهول العين.
وله طريق أخرى ضعيفة جدًا:
أخرجه الدارقطني 2/ 167، والطبراني (9937) من طريق محمد بن بكر البرجاني، حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد، حدثني مجاهد، حدثني ابن أبي ليلى، أو أبو معمر قال:
 "علمني ابن مسعود التشهد وقال: علمنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يعلمنا السورة من القرآن: التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل بيته كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك علينا معهم، صلوات الله وصلوات المؤمنين على محمد النبي الأمي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ".
قال: وكان مجاهد يقول: إذا سلم فبلغ وعلى عباد الله الصالحين فقد سلم على أهل السماء وأهل الأرض.
وقال الدارقطني:
" ابن مجاهد ضعيف الحديث ".
قلت: عبد الوهاب بن مجاهد بن جبر المكي، مولى عبد الله بن السائب المخزومي: متروك، وقد كذبه الثوري.
وقال الحاكم: روى أحاديث موضوعة.
وقال ابن الجوزي: أجمعوا على ترك حديثه.
وله شواهد: عن ابن عمر، وعائشة، وبريدة، وكعب بن عجرة، وأبي هريرة، وأبي مسعود:


أما حديث ابن عمر:
فأخرجه الدارقطني 2/ 162 من طريق خارجة بن مصعب، عن موسى بن عبيدة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد: "التحيات الطيبات الزاكيات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله "، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ".
وقال الدارقطني:
 " موسى بن عبيدة، وخارجة ضعيفان ".
قلت: موسى بن عبيدة بن نشيط بن عمرو بن الحارث الربذي،
أبو عبد العزيز المدني: ضعيف ولا سيما في عبد الله بن دينار، وكان عابدا
قال صالح بن أحمد بن حنبل: قال أبي: موسى بن عبيدة لا يشتغل به، وذلك أنه يروى عن عبد الله بن دينار شيئا لا يرويه الناس.
وقال البخاري: قال أحمد: منكر الحديث.
وقال أبو حاتم: منكر الحديث.
وقال يعقوب بن شيبة: صدوق، ضعيف الحديث جدا.
وأما: خارجة بن مصعب بن خارجة الضبعي، أبو الحجاج الخراساني السرخسي:
فقد قال الحافظ:
 " متروك وكان يدلس عن الكذابين، ويقال: إن ابن معين كذبه ".
قلت: وقال عباس الدوري: كذاب.
وقال ابن حبان:
 " كان يدلس عن غياث بن إبراهيم وغيره، ويروى ما يسمع منهم مما وضعوه على الثقات عن الثقات الذين رآهم، فمن هنا وقع في حديثه الموضوعات عن الأثبات، لا يجوز الاحتجاج بخبره ".

وأما حديث عائشة:
فأخرجه الدارقطني 2/ 170 من طريق سعيد بن عثمان الخزاز، حدثنا عمرو ابن شمر، عن جابر، قال: قال الشعبي: سمعت مسروق بن الأجدع، يقول:
قالت عائشة: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"لا تقبل صلاة إلا بطهور وبالصلاة عليّ ".
وقال الدارقطني:
" عمرو بن شمر وجابر ضعيفان".
قلت: جابر هو ابن يزيد الجعفي: شيعي، غال، يؤمن بالرجعة، وثقه شعبة والثوري، وقال أبو داود: ليس عندي بالقوي، وقال النسائي: متروك.
وقال ابن سعد: كان يدلس، وكان ضعيفا جدا في رأيه وروايته.
وفي "كتاب أبي محمد بن الجارود": ليس بشيء، كذاب، لا يكتب حديثه.
وأما عمرو بن شمر:
فهو الجعفي الكوفي الشيعي، أبو عبد الله.
عن جعفر بن محمد، وجابر الجعفي، والأعمش.
روى عباس عن يحيى: ليس بشيء.
وقال الجوزجاني: زائغ كذاب.
وقال ابن حبان: رافضي يشتم الصحابة، ويروي الموضوعات عن الثقات.
وقال البخاري: منكر الحديث.
قال يحيى: لا يكتب حديثه.
وقال النسائي والدارقطني وغيرهما: متروك الحديث.
وقال الذهبي في " ديوان الضعفاء"(3183):
" عمرو بن شمر الجعفي: عن التابعين، رافضي متروك ".
وأما سعيد بن عثمان:
فقد قال الذهبي: "سعيد بن عثمان، عن عَمْرو بن شمر في الجهر بالبسملة".
وقال ابن القطان: لا أعرفه.
قلت: ورواه الدارقطني بنفس هذا الإسناد من حديث بريدة وهو الآتي:
أخرجه الدارقطني 2/ 170 من طريق سعيد بن عثمان، حدثنا عمرو بن شمر، عن جابر، عن عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" يا أبا بريدة إذا جلست في صلاتك فلا تتركن التشهد والصلاة علي فإنها زكاة الصلاة، وسلم على جميع أنبياء الله ورسله، وسلم على عباد الله الصالحين ".
قلت: وهذا إسناد تالف بمرة، والكلام عليه قد تقدم عند حديث عائشة.

وأما حديث كعب بن عجرة:
فأخرجه الشافعي في "الأم" 1/ 140 أخبرنا إبراهيم بن محمد، قال: حدثني سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: - في الصلاة - اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ".
قلت: وهذا إسناد ضعيف جدا، فيه شيخ الشافعي وهو أبو إسحاق إبراهيم ابن محمد بن أبي يحيى الأسلمي المدني: متروك.
قال إبراهيم بن عرعرة: سمعت يحيى بن سعيد يقول: سألت مالكا عنه أكان ثقة في الحديث؟ فقال: لا، ولا في دينه.
وقال يحيى بن معين: سمعت القطان يقول: إبراهيم بن أبي يحيى كذاب.
وروى أبو طالب عن أحمد بن حنبل قال: تركوا حديثه.
قدري، معتزلي، يروى أحاديث ليس لها أصل.
وقال البخاري: تركه ابن المبارك والناس.
وقال البخاري أيضاً: كان يرى القدر، وكان جهميا.
وروى عبد الله بن أحمد، عن أبيه، قال: قدري جهمي، كل بلاء فيه، ترك الناس حديثه.
وروى عباس عن ابن معين: كذاب رافضي.
وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: سمعت عليا يقول: إبراهيم بن أبي يحيى كذاب، وكان يقول بالقدر.
وقال النسائي والدارقطني وغيرهما: متروك.
وقال الذهبي في "ديوان الضعفاء" (244): "متروك عند الجمهور، وقال أبو داود: كان قدرياً رافضياً مأبوناً ".
قلت: وبهذا الإسناد رواه الشافعي من حديث أبي هريرة:

أخرجه في "الأم" 1/ 140 أخبرنا إبراهيم بن محمد، قال: حدثني صفوان ابن سليم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة أنه قال:
"يا رسول الله كيف نصلي عليك يعني في الصلاة قال: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم ثم تسلمون علي ".

وأما حديث أبي مسعود الأنصاري:
فأخرجه أحمد 4/ 119، وابن خزيمة (711)، وابن حبان (1959)، والدارقطني 1/ 354 -355، والحاكم 1/ 268، والبيهقي 2/ 146-147 و147 و378 من طريق يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: وحدثني - في الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا المرء المسلم صلى عليه في صلاته - محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري، أخي بلحارث بن الخزرج، عن أبي مسعود عقبة ابن عمرو، قال:
"أقبل رجل حتى جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن عنده، فقال: يا رسول الله، أما السلام عليك، فقد عرفناه، فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا صلى الله عليك؟ قال: فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أحببنا أن الرجل لم يسأله، فقال: إذا أنتم صليتم علي فقولوا: اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد النبي الأمي، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد ".
وقال الدارقطني:
"هذا إسناد حسن متصل".
وقال الحاكم:
"صحيح على شرط مسلم" وأقره الذهبي.
قلت: ابن اسحاق لم يحتج به الإمام مسلم، إنما أخرج له في المتابعات، وقد تفرّد بهذه الزيادة، وقد جاء هذا الحديث من رواية محمد بن سلمة وزهير بن معاوية عنه فلم يذكرا هذا القيد " فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا " كما سيأتي بيانه، وهذا دليل على اضطرابه!
وقال ابن أبي عاصم: وليس يقول ( النبي الأمي ) غير ابن إسحاق.
قال الذهبي:
" الذي يظهر لي أن ابن اسحاق حسن الحديث، صالح الحال صدوق، وما انفرد به ففيه نكارة فإن في حفظه شيئا ".
ودونك الروايات التي لم تأت بها هذه الزيادة عن ابن اسحاق:
أخرجه أبوداود (981)، وعبد بن حميد (234 - المنتخب)، وابن أبي شيبة في "المصنف" 2/ 507، والطبراني (698) من طريق زهير بن معاوية، عن محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن محمد بن
 عبد الله بن زيد، عن عقبة بن عمرو، قال:
"أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل حتى جلس بين يديه، فقال: يا رسول الله، أما السلام عليك فقد عرفناه، فما الصلاة؟ فأخبرنا بها، كيف نصلي عليك؟ قال: فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وددت أن الرجل الذي سأله لم يسأله، ثم قال: إذا صليتم عليّ فقولوا: اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ".
وأخرجه النسائي في ""الكبرى" (9794)، وفي "عمل اليوم والليلة" (49) أخبرني أحمد ابن بكار عن محمد وهو ابن سلمة عن ابن اسحق عن محمد ابن إبراهيم، عن محمد بن عبد الله، عن أبي مسعود قال:
"جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليك قد عرفناه فكيف الصلاة عليك صلى الله عليك فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ساعة ثم قال: تقولون اللهم صل على محمد النبي الأمي وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وبارك على محمد النبي الأمي كما باركت على ابراهيم أنك حميد مجيد".
وهذا الحديث له غير طريق ابن اسحاق ولم يذكر أحد "فكيف نصلي عليك إذا نحن صلينا في صلاتنا"، ولا زيادة " النبي الأمي ":
أخرجه مالك في "الموطأ" 1 /165-166، ومن طريقه مسلم (405)، وأبو داود (980)، والترمذي (3220)، والنسائي (1285)، وفي "الكبرى" (1209) و (9793)، وأحمد 4/ 118 و5/ 274-275، والشافعي في "السنن المأثورة" (102)، وعبد الرزاق في "المصنف" (3108)، والدارمي (1343)، وابن أبي عاصم في "الصلاة على النبي" (3) و (4) و (5)، وابن حبان (1958)، والطبراني (697) و (725)، والبيهقي 2/ 146 عن نعيم بن عبد الله المجمر، أن محمد بن عبد الله بن زيد الأنصاري، وعبد الله بن زيد، هو الذي كان أري النداء بالصلاة أخبره عن أبي مسعود الأنصاري، قال:
"أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن في مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله تعالى أن نصلي عليك يا رسول الله، فكيف نصلي عليك؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين، إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم ".
وقال الترمذي:
"حديث حسن صحيح".
وأخرجه النسائي (1285)، وفي "الكبرى" (9795)، وفي "عمل اليوم والليلة" (50)، والطبراني (696) من طريق عبد الرحمن بن بشر، عن أبي مسعود الأنصاري قال:
"قيل للنبي صلى الله عليه وسلم أمرنا الله أن نصلي عليك ونسلم عليك فأما السلام فقد عرفناه فكيف نصلي عليك قال: قولوا اللهم صل على محمد كما صليت على آل ابراهيم اللهم بارك على محمد كما باركت على آل ابراهيم".

ويوجد حديثان لا ينهضان للاستدلال على وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد:
الأول:
عن فضالة بن عبيد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في الصلاة، ولم يذكر الله عز وجل، ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجل هذا" ثم دعاه فقال له ولغيره: "إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه، ثم ليصل على النبي، ثم ليدع بعد بما شاء ".
صحيح - أخرجه أحمد 6/ 18، وعنه أبو داود (1481)، والترمذي (3477)، والبزار في "مسنده" (3748)، وإسماعيل القاضي في "فضل الصلاة على النبي" (106)، وابن خزيمة (710)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (2242)، وابن حبان (1960)، والطبراني (791)
و (793)، والحاكم 1 /230 و268، والبيهقي 2 /147-148 من طرق عن أبي عبد الرحمن المقرئ، حدثنا حيوة، قال: أخبرني أبو هانئ حميد ابن هانئ، عن عمرو بن مالك الجنبي، عن فضالة به.
وقال الترمذي:
" حديث حسن صحيح".
وقال الحاكم 1/ 230:
"صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي!
وقال في موضع آخر 1/ 268:
" صحيح على شرط الشيخين، ولا تعرف له علة، ولم يخرجاه" وأقره الذهبي!
قلت: إنما إسناده صحيح، وليس على شرطهما أو شرط أحدهما، فإنهما لم يرويا لعمرو بن مالك الجنبي شيئا، وهو ثقة، وروى له أصحاب السنن والبخاري في "الأدب المفرد".
وأخرجه الترمذي (3476)، والطبراني (792) و (794) من طريق رشدين ابن سعد، عن أبي هاني، عن أبي علي الجنبي، عن فضالة بن عبيد، قال:
بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدا، إذ دخل رجل فصلى، ثم قال: اللهم اغفر لي وارحمني، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" عجلت أيها المصلي، إذا صليت فقعدت، فاحمد الله بما هو أهله، ثم صل علي، ثم ادعه".
ثم صلى آخر، فحمد الله وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" سل تعطه ".
وقال الترمذي:
" هذا حديث حسن وقد رواه حيوة بن شريح، عن أبي هانئ الخولاني، وأبو هانئ اسمه: حميد بن هانئ، وأبو على الجنبي اسمه: عمرو بن مالك ".
قلت: رشدين بن سعد، ضعيف.
وأخرجه النسائي (1284) من طريق ابن وهب، عن أبي هانئ، أن أبا علي الجنبي حدثه، أنه سمع فضالة بن عبيد، يقول:
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يدعو في صلاته لم يمجد الله، ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عجلت أيها المصلي، ثم علمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يصلي، فمجد الله وحمده، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ادع تجب، وسل تعط ".
وهذا الحديث لا يدل على وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد، فهو مقيد بالدعاء، فقوله صلى الله عليه وسلم
" إذا صلى أحدكم" أي: إذا دعا فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه، ثم ليصل على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم ليدع بما شاء.
والثاني:
أخرجه أبو عوانة (2060) و(2295)، والبيهقي 2/ 499 عن الحسن بن علي بن عفان، قال: حدثنا محمد بن بشر قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام قال:
" انطلقت إلى عبد الله بن عباس فسألته عن الوتر فقال: ألا أدلك على أعلم أهل الأرض. وذكر الحديث، قال سعد بن هشام: قلت لعائشة:
" يا أم المؤمنين أنبئيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: "كنا نعد له سواكه وطهوره من الليل، فيبعثه الله فيما شاء أن يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ، ثم يصلي تسع ركعات لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة، فيدعو ربه ويصلي على نبيه، ثم ينهض ولا يسلم، ثم يصلي التاسعة، ثم يسلم تسليمة يسمعنا أو تسليم يسمعنا ".
وأخرجه ابن ماجه (1191)، وأبو نعيم في "المسند المستخرج" (1689) عن أبي بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن بشر، حدثنا سعيد بن أبي عروبة - ثم ذكر أبو نعيم طرقا متعددة ولكنه ساقه برواية ابن أبي شيبة، عن محمد ابن بشر، عن سعيد - حدثنا قتادة عن زرارة بن أوفى عن سعيد بن هشام- عن عائشة وفيه - " يا أم المؤمنين أنبئيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كنا نعد لرسول الله صلى الله عليه وسلم سواكه وطهوره فيبعثه الله فيما شاء أن يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ ثم يصلي لسبع ركعات لا يجلس فيها إلا عند الثامنة فيدعو ربه ويصلي على نبيه ثم يدعو ويسلم ثم يقوم فيصلي التاسعة فيقعد فيذكر الله ويحمده ثم يسلم تسليما يسمعنا ثم يصلي ركعتين بعد ما يسلم وهو قاعد فتلك إحدى عشر ركعة يا بني ".
قلت: سعيد هو ابن أبي عروبة أبو النضر البصري إمام أهل البصرة في زمانه أحد الحفاظ الثقات كثير التدليس قال البزار:
"يحدث عن جماعة لم يسمع منهم، فإذا قال: سمعت وحدثنا كان مأمونا على ما قال".
وروايته في الكتب الستة كلها، ولكنه اختلط، وطالت مدة اختلاطه فوق العشر سنين، وهو ممن أوردهم ابن الصلاح فيمن اختلط، وقد اتفق الشيخان على الاخراج لمحمد بن أبي عدي من روايته عنه.
وقد أخرج مسلم (746) هذا الحديث، وأبو داود (1347) من طريق محمد بن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة، عن زرارة، أن سعد بن هشام بن عامر- عن عائشة وفيه -" يا أم المؤمنين أنبئيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت: " كنا نعد له سواكه وطهوره، فيبعثه الله ما شاء أن يبعثه من الليل، فيتسوك، ويتوضأ ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة، فيذكر الله ويحمده ويدعوه، ثم ينهض ولا يسلم، ثم يقوم فيصل التاسعة، ثم يقعد فيذكر الله ويحمده ويدعوه، ثم يسلم تسليما يسمعنا، ثم يصلي ركعتين بعد ما يسلم وهو قاعد، فتلك إحدى عشرة ركعة يا بني".
قلت: وليس فيه ما ذكره أبو عوانة عن الحسن بن علي بن عفان، إذ هو نفس الإسناد فكيف أقحمت فيه هذه اللفظة وهو المحفوظ من حديث أبي بكر بن أبي شيبة، فمن أين أتت هذه اللفظة الغريبة!
فقد أخرجه مسلم (746) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن بشر، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، حدثنا قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، أنه قال: انطلقت إلى عبد الله بن عباس، فسألته عن الوتر وساق الحديث بقصته...
وأحال على حديث محمد بن أبي عدي، عن سعيد به، وليس فيه
"ويصلي على نبيه".
وأخرجه أبو داود (1344) حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن بشر به.
وأخرجه مسلم (746)، والنسائي (1721)، وأحمد 6/ 168، واسحاق بن راهويه (1478)، وأبو نعيم في "المستخرج" (1691) من طريق
 عبد الرزاق - وهو في "المصنف " (4414) باختصار، أنبأ معمر، عن قتادة، عن زرارة بن أبي أوفى، أن سعد بن هشام ابن عامر - وفيه عن عائشة – " ثم يصلي تسع ركعات لا يقعد فيهن إلا عند الثامنة فيحمد الله ويذكره ويدعوه، ثم ينهض ولا يسلم، ثم يصلي التاسعة فيقعد ويحمد الله ويذكره ويدعوه، ثم يسلم تسليما يسمعنا، ثم يصلي ركعتين وهو قاعد بعد ما يسلم فتلك إحدى عشرة " ولم يذكر لفظه مسلم لأنه استوفاه برواية محمد بن أبي عدي، والسياق للنسائي، وأحمد، وأبي نعيم.
وأخرجه الحاكم 2/ 497: من طريق عبد الرزاق به.
وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه!".
وفاته أنه عند مسلم.
وأخرجه أبو داود (1342) من طريق همام، حدثنا قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد ابن هشام - وفيه عن عائشة - "حدثيني عن وتر النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: "كان يوتر بثمان ركعات لا يجلس إلا في الثامنة، ثم يقوم فيصلي ركعة أخرى لا يجلس إلا في الثامنة والتاسعة، ولا يسلم إلا في التاسعة، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فتلك إحدى عشرة ركعة يا بني ".
وأخرجه أحمد 6/ 53-54، ومن طريقه الحاكم 2/ 611، وأبو داود تحت الحديث (1343)، والنسائي (1315) و(1601) من طريق يحيى بن سعيد ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن زرارة بن أوفى ، عن سعد بن هشام- عن عائشة وفيه - " يا أم المؤمنين، أنبئيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالت : " كنا نعد له سواكه وطهوره ، فيبعثه الله عز وجل لما شاء أن يبعثه من الليل ، فيتسوك ، ثم يتوضأ ، ثم يصلي ثماني ركعات لا يجلس فيهن إلا عند الثامنة ، فيجلس ويذكر ربه عز وجل ، ويدعو ويستغفر ، ثم ينهض ولا يسلم ، ثم يصلي التاسعة ، فيقعد ، فيحمد ربه ويذكره ويدعو ، ثم يسلم تسليما يسمعنا ، ثم يصلي ركعتين وهو جالس بعدما يسلم ، فتلك إحدى عشرة ركعة ، يا بني ".
وأخرجه مسلم (746)، والنسائي (1719)، وابن حبان (2442) من طريق معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد ابن هشام: عن عائشة، قالت:
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوتر بتسع ركعات لم يقعد إلا في الثامنة فيحمد الله ويذكره ويدعو ثم ينهض ولا يسلم، ثم يصلي التاسعة فيجلس فيذكر الله عز وجل ويدعو ثم يسلم تسليمة يسمعنا، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فلما كبر وضعف أوتر بسبع ركعات لا يقعد إلا في السادسة ثم ينهض ولا يسلم فيصلي السابعة، ثم يسلم تسليمة ثم يصلي ركعتين وهو جالس ".
وأخرجه أحمد 6/ 236، وأبو داود (1347) و (1346) و (1348)، وعبد الرزاق (4751) من طريق بهز بن حكيم، عن زرارة بن أوفى قال سألت عائشة - وفيه -:
" كان يصلي العشاء، ثم يصلي بعدها ركعتين، ثم ينام، فإذا استيقظ وعنده وضوءه مغطى وسواكه استاك، ثم توضأ، فقام فصلى ثمان ركعات، يقرأ فيهن بفاتحة الكتاب وما شاء من القرآن، وقال مرة: ما شاء الله من القرآن، فلا يقعد في شيء منهن إلا في الثامنة، فإنه يقعد فيها، فيتشهد، ثم يقوم ولا يسلم، فيصلي ركعة واحدة، ثم يجلس، فيتشهد ويدعو، ثم يسلم تسليمة واحدة: السلام عليكم، يرفع بها صوته حتى يوقظنا، ثم يكبر وهو جالس، فيقرأ، ثم يركع ويسجد وهو جالس، فيصلي جالسا ركعتين، فهذه إحدى عشرة ركعة ".
وزرارة لم يسمع من عائشة بينهما سعد بن هشام، ووصله أحمد 6/ 236، وأبو داود (56) و (1349)، وابن المنذر في "الأوسط" (342)، والطبراني في "الأوسط" (502).
وأخرجه أبو داود (1352)، والنسائي (1651) و (1724)، وفي "الكبرى" (422) و (423) و (449) و (1414) و (1419) و (1420)، وأحمد 6/ 97 و 235، وابن خزيمة (1038) من طريق الحسن، عن سعد بن هشام، قال: قدمت المدينة فدخلت على عائشة، فقلت: أخبريني عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت:
"إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي بالناس صلاة العشاء، ثم يأوي إلى فراشه فينام، فإذا كان جوف الليل قام إلى حاجته وإلى طهوره فتوضأ، ثم دخل المسجد فصلى ثماني ركعات، يخيل إلى أنه يسوي بينهن في القراءة والركوع والسجود، ثم يوتر بركعة، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، ثم يضع جنبه، فربما جاء بلال فآذنه بالصلاة، ثم يغفي، وربما شككت أغفى أو لا، حتى يؤذنه بالصلاة فكانت تلك صلاته حتى أسن لحم "، فذكرت من لحمه ما شاء الله، وساق الحديث.
قلت: الحسن هو البصري، وهو مدلس وقد عنعنه.
وله طريق أخرى عن عائشة:
أخرجه مسلم (738)، وأبو داود (1340)، والنسائي (1781)، وفي "الكبرى" (450) و (1426) و (1453)، والدارمي (1474)، وأحمد 6/ 249، وابن خزيمة (1036)، وابن حبان (2616) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، قال: سألت عائشة، عن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت:
" كان يصلي ثلاث عشرة ركعة، يصلي ثمان ركعات، ثم يوتر، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فإذا أراد أن يركع قام فركع، ثم يصلي ركعتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح ".
وأخرجه مختصرًا بذكر الركعتين بين أذان الفجر والاقامة:
البخاريُّ (619)، والنسائي (1780) من طريق يحيى ابن أبي كثير، به.
وأخرجه البخاري (1159)، وأبو داود (1361)، والنسائي في "الكبرى" (416)، وأحمد 6/ 154، وإسحاق بن راهويه (1694) من طريق عراك ابن مالك عن أبي سلمة عن عائشة قالت:
"صلَّى النبي صلى الله عليه وسلم العشاء، وصلى ثماني ركعات، وركعتن جالسا، وركعتين بين النداءين ولم يكن يدعهما أبداً ".
وأخرجه النسائي في "الكبرى" (414) و (451) من طريق جعفر بن ربيعة، عن أبي سلمة به.
طريق أخرى:
أخرجه أبوداود (1351) من طريق محمد بن عمرو، عن محمد بن إبراهيم، عن علقمة بن وقاص، عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
" كان يوتر بتسع ركعات، ثم أوتر بسبع ركعات وركع ركعتين وهو جالس بعد الوتر يقرأ فيهما، فإذا أراد أن يركع قام فركع، ثم سجد ".
وأخرجه باختصار: مسلم (731 - 114)، وأحمد (26002)، وأبو عوانة 2/ 218 عن محمد بن عمرو، بهذا الإسناد.
وأخرجه إسحاق بن راهويه (1724) عن النضر بن شميل، عن محمد بن عمرو، عن محمد بن سيرين، عن علقمة به.
قلت: فإذا تقرّر لك هذا - بعد التحقيق في كل الروايات وما فيها من حيث الرواية - تبيّن لك ضعف قول النووي في "شرح صحيح مسلم":
"اعلم أن العلماء اختلفوا في وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عقب التشهد الأخير في الصلاة. 
فذهب أبو حنيفة ومالك رحمهما الله تعالى والجماهير إلى أنها سنة لو تركت صحت الصلاة، وذهب الشافعي وأحمد رحمهما الله تعالى إلى أنها واجبة لو تركت لم تصح الصلاة.
 وهو مروي عن عمر بن الخطاب وابنه عبد الله رضي الله عنهما وهو قول الشعبي ... وفي الاستدلال لوجوبها خفاء، وأصحابنا يحتجون بحديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه المذكور هنا أنهم قالوا: كيف نصلي عليك يا رسول الله فقال: قولوا اللهم صل على محمد إلى آخره. قالوا والأمر للوجوب وهذا القدر لا يظهر الاستدلال به إلا إذا ضم إليه الرواية الأخرى كيف نصلي عليك إذا نحن صلينا عليك في صلاتنا فقال صلى الله عليه وسلم: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد إلى آخره.
وهذه الزيادة صحيحة رواها الإمامان الحافظان أبو حاتم بن حبان، والحاكم أبو عبد الله في صحيحيهما قال الحاكم هي زيادة صحيحة واحتج لها أبو حاتم وأبو عبد الله أيضا في صحيحيهما بما روياه عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلا يصلي لم يحمد الله ولم يمجده ولم يصل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: عجل هذا، ثم دعاه النبي صلى الله عليه وسلم فقال إذا صلى أحدكم فليبدأ بحمد ربه والثناء عليه وليصل على النبي صلى الله عليه وسلم وليدع ما شاء. قال الحاكم هذا حديث صحيح على شرط مسلم، وهذان الحديثان وإن اشتملا على ما لا يجب بالإجماع كالصلاة على الآل والذرية والدعاء فلا يمتنع الاحتجاج بهما فإن الأمر للوجوب فإذا خرج بعض ما يتناوله الأمر عن الوجوب بدليل بقي الباقي على الوجوب والله أعلم ".

كتبه أحوج الناس لعفو ربه
أبو سامي العبدان
24 من ذي القعدة 1436 من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حقوق النشر لكل مسلم يريد نشر الخير إتفاقية الإستخدام | Privacy-Policy| سياسة الخصوصية

أبو سامي العبدان حسن التمام